-->

الانتحال الادبي او السرقة العلمية



يدور هذا الموضوع حول قضية غاية في الأهمية، يمكن أن يقع فيها طالبا جامعيا أو باحثا في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه، بل وحتى بعض الأساتذة ممن لا يقدرون قيمتهم العلمية ومكانتهم بين مجتمع البحث العلمي.
    إن الاقتباس من الكتب والمراجع العلمية هو حق مكفول للجميع، ولا يعيب الباحث أو البحث، ولكن هناك بعض الضوابط للاقتباس والتي تعد خيوطا تفصل بين مفهومي (الاقتباس) (والسرقة العلمية) والتي تعد وصمة لا تليق بباحث أيا كانت درجته البحثية أو العلمية.

ولتوضيح الأمر بصورة أكثر تحديدا فسوف نجمله في مجموعة من الأسئلة والإجابة عليها، وهي:

 س1: ما هو الهدف من توثيق كتابة المراجع في البحث العلمي؟

        إن إسناد كل يقتبسه الباحث إلى مصدره لهو من أولويات الأمانة العلمية وهو حفظ لحق المقتبس منه سواء كان الاقتباس (نصا، أو فكرة، أو إشارة، ... الخ)، كما أنه من ناحية أخرى حماية للباحث ذاته من نسبة ما ينقل إلى نفسه، فربما كان ما يقتبسه به خطأ أو تضليل، وفي هذه الحالة فإن التوثيق يجعل العهدة على الكاتب نفسه.
ومن ناحية أخرى فإن التوثيق للمراجع والمصادر التي رجع إليها الباحث هو دليل على مصداقية البحث وقسمة مضافة له إذا كان التوثيق سليما وحسب الأعراف المتبعة في التوثيق.

 س2: ما هو الاقتباس؟

       الاقتباس هو نقل كلام باحثين أو مؤلفين آخرين، أو أجزاء من مصادر ومراجع مختلفة سواء كان النقل حرفيا أو غير حرفي، وذلك بهدف تأكيد فكرة موجودة داخل البحث أو توضيح فكرة غير واضحة مراعيا عددا من الشروط والتي تتمثل في:

  • الدقة في النقل.
  • الاقتباس من المصادر الأصلية وليست المراجع الناقلة.
  • عدم اقتباس أكثر من صفحة من مصدر واحد على أكثر تقدير.
  • عدم إلغاء شخصية الباحث نفسه في النص المقتبس، فشخصيته يجب أن تبقى ظاهرة ومسيطرة على البحث بشكل كامل.
  • عند قيام الباحث بالاقتباس بشكل حرفي مع وجود بعض الأخطاء في النص المقتبس فليس عليه أن يصححها بشكل مباشر، بل عليه أن يكتبها كما وردت في المصدر الأصلي، ويضع تصويب الخطأ بين قوسين.
  • على الباحث أن يظهر الاقتباس في بحثه بشكل واضح لكي لا يقع في قضية الانتحال والسرقة العلمية.

       فإذا تمسك الباحث خلال كتابة البحث بهذه الشروط عند الاقتباس من المصادر فإنه بذلك يجنب نفسه أمورا كثيرا، قد تقضي على صفته البحثية والعلمية طوال حياته.

 س3: ما هي السرقة العلمية أو الانتحال العلمي؟

      في الحقيقة السرقة العلمية تعد جريمة قديمة ولكنها زادت وظهرت بشكل كبير مع التطور التكنولوجي الكبير الذي صاحبه قدرا من الإتاحة للمواد العلمية سواء كانت كتبا أو بحوثا عربية أو أجنبية، حيث باتت المعرفة متاحة بشكل سهل وبسيط لكل الباحثين مما دفع البعض إلى استسهال الأمر واعتياد السرقة.
     والسرقة العلمية هي (النقل أو النسخ من مرجع أو مصدر دون إذن من الكاتب الأصلي أو دون توثيق المنقول له في متن البحث وفي قائمة المراجع).
      وبعض أساتذة البحث العلمي يعتبر الاقتباس سرقة حتى وإن أعاد الباحث صياغة ما نقل، فالاقتباسات الكثيرة تفقد البحث قيمته وتلغي شخصية الباحث في بحثه، فلم يعد بحثه أصلا بل يمكن اعتباره بحث من نقل منهم.
وهذا الأمر هو الذي دفع العديد من الجامعات للتصدي لمثل هذه الكارثة وذلك من خلال استعمال بعض البرامج التي تكشف نسبة الاقتباس في البحث والتي جعلت منها شرطا لمناقشة الرسالة الجامعية أو البحث الأكاديمي.

 س4: كيف تتجنب السرقة العلمية؟

هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها لتجنب الوقوع تحت طائلة السرقة العلمية أو الأدبية ومنها:

  • البحث ملك للباحث، وهو أرضه التي يزرع فيها ما يشاء ليحصد ما يريد، فلابد أن يكتب رأيه وما توصل إليه من خلال اطلاعه.
  • أن يحاول الباحث قصر الاقتباس الحرفي على الآيات القرآنية مثلا والتي لا يجوز التعديل فيها، أو الأحاديث النبوية الشريفة، أو النصوص التي لا تقبل التعديل كأبيات الشعر وغيرها.
  • أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يسند ما نقل سواء كان حرفيا أم مع إعادة صياغته إلى صاحبه، حتى ولو كان الاقتباس مجرد فكرة.
  • أن يبدأ من حيث انتهى الآخرين، فتكرار البحث لا يعد قيمة مضافة للمعرفة أو للباحث، كما أنه في هذه الحالة سوف يقع لا محالة في السرقة العلمية.






وأخيرا فإن أخلاق الباحث العلمي يجب أن تردعه عن مثل هذه الأمور، وأن يجتهد في بحثه قدر الإمكان، والتوفيق من الله عز وجل.

جديد قسم : الدراسات العليا